رزيقة عدناني – لماذا لا يحق للإمام أن يغني
الغناء هو الكلمة حين نعطي لها بعدًا جماليًا مثلما يكون الرقص هو الحركة العادية للجسم حين نعطي لها الانسجام والأناقة. الغناء هو أن يأخذ الإنسان وقته للتفكير في الكلمات والتأمل في معانيها. الغناء هو فن الصوت والحواس.
إن الإنسان بطبيعته يحب الغناء وقد يكون قد غنى قبل أن يتكلم وذلك بالاستماع إلى الطبيعة وهي تغني من حوله. من ذا الذي يستطيع ألا يحس بغناء الطيور أو أمواج البحار والمحيطات؟.
الغناء هو تلك الحظة من السعادة التي ننتزعها من الحياة. لحظة يتوقف فيها كل شيء لكي يستمع الصوت لنفسه ويسمعه الآخرون، لكي يخترق الجسد وكذلك الروح. الغناء هو أيضًا طريقة للحديث عندما يكون الكلام غير مسموع.
لماذا لا يحق للإمام أن يغني؟ كل الأئمة يغنون. ما هو التجويد إذا لم تكن هو أيضا الكلمة التي تأخذ بعدًا جماليًا لكي يتمكن الإنسان من أن يعطي لها حياة أكثر لكي يفكر فيها بشكل أفضل ويتمعن في معانيها؟ إن التجويد ينتمي هو أيضا إلى عالم الفن والجمال.
يتهجمون على الإمام لأنه غنى أغنية إدير. إن إدير هو أحد أعمدة الأغنية الجزائرية. لقد كان فخر جميع الجزائريين وكذلك سيكون. لا يكره إدير إلا من يكره الجزائر.
يتهجمون على الإمام لأنه غنى بالقبائلية. الأمازيغية هي لغة أجدادنا، لغة الأرض التي نعيش عليها. الأمازيغية تحمل في أحشائها تاريخ الجزائر وهويتها. إنها مرآة الشعب الجزائري التي تمكنه من أن يعرف من هو ومن أين أتى. لا يعرف أين هو ذاهب من لا يعرف من أين هو آت.
أما عن الذين يقول أن الإمام لا يجوز له أن يغني أغنية إدير لأن إيدر كان ملحدا. أولا، لا تهمنا المعتقدات الدينية أو غير الدينية لإدير أو أي شخص آخر. وثانيا، هل يعتقد الذين يقولون هذا الخطاب أن الفيسبوك الذي يستخدمونه لنشر أفكارهم صممه مسلم؟ هل تأكدوا إذا كانت الأدوية التي يتناولونها عند المرض لم يصنعها ملحد؟ ماذا عن صانع الكمبيوتر والهاتف والسيارة وحتى القمح الذي يأكلونه؟
هل يعتقد الذين يقولون هذا الخطاب أن الفيسبوك الذي يستخدمونه لنشر أفكارهم صممه مسلم؟ هل تأكدوا إذا كانت الأدوية التي يتناولونها عند المرض لم يصنعها ملحد؟ ماذا عن صانع الكمبيوتر والهاتف والسيارة وحتى القمح الذي يأكلونه؟.
عدناني رزيقة.